ماذا تعني اللائحة الداخلية للمنشأة؟ وما أهم عناصرها؟ وهل هي ضرورة أم رفاهية؟ وهل هي إلزامية؟
تعد اللوائح الداخلية لتنظيم العمل من المصادر المهمة في تنظيم العلاقات بين طرفين هما العامل أو الموظف والمنشأة التي يعمل بها أو صاحبها، وهي مجموعة من القواعد والتعليمات المكتوبة لتنظيم عمل المنشآت، وتوضح حقوق وواجبات العاملين بها، ومسؤوليات أصحاب العمل تجاههم، وهي بشكل عام أداة مهمة لضمان حسن سير العمل في المؤسسات الحكومية والأهلية، وتحقيق أهدافها. ويتم إصدارها عن طريق إدارة المنشأة، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر قواعد وإجراءات التوظيف، والأجور، والإجازات، والغياب، والانضباط، والأخلاق، والسلامة، والصحة، وغيرها.
وتختلف أنواع هذه اللوائح باختلاف أنشطة المنشأة: مؤسسة أو شركة وهكذا… الخ؛ فهناك نوعان رئيسيان من اللوائح الداخلية هما:
• اللوائح العامة: وهي لوائح تم إعدادها من قبل الجهات الحكومية، وتكون متاحة للجميع، ويجب على المنشآت اعتمادها دون إجراء أي تعديلات.
• اللوائح الخاصة: وهي لوائح تعدها المنشأة وفقًا لاحتياجاتها وظروفها الخاصة. وهذا النوع يمكن للمنشآت إضافة أو حذف أي بنود من اللوائح النموذجية، بما يتناسب مع احتياجاتها دون المخالفة أو الإخلال بالقواعد المصدرة من الجهات الحكومية.
وتوفر اللوائح الداخلية العديد من الفوائد، منها:
• ضمان الاستقرار الإداري: حيث تساعد اللوائح الداخلية في ضمان الاستقرار الإداري داخل المنشأة، وذلك من خلال وضع القواعد والإجراءات التي تحكم سير العمل. مما يساعد على تجنب النزاعات العمالية، وتعزيز الرضا الوظيفي.
• الشفافية: تساعد اللوائح الداخلية على تعزيز الشفافية داخل المؤسسة، وذلك من خلال وضع معايير واضحة للمسؤوليات والحقوق والواجبات يتاح لجميع العاملين الاطلاع عليها.
• حماية حقوق العاملين: بوضع قواعد وإجراءات محددة للتعامل معهم لخلق بيئة عمل عادلة وشفافة.
• تحسين كفاءة العمل: تساهم اللوائح الداخلية في رفع مستوى كفاءة العمل داخل المؤسسة، من خلال صياغة القواعد والإجراءات التي تنظم سير العمليات الإدارية والفنية داخل وخارج المنشأة.
• تعزيز الثقة بالمنشأة: على اعتبار أن تلك اللوائح مرجع ثابت وحاكم لكافة الأعمال والعلاقات بين جميع الأطراف.
حماية المنشأة من المخاطر: تساعد اللوائح الداخلية على حماية المنشأة من المخاطر، من خلال تحديد الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها، وقواعد السلامة والصحة المهنية التي يجب الالتزام بها ، مما يساهم في الحفاظ على سلامة وصحة العاملين، وحمايتهم من الحوادث والإصابات ، وحماية الممتلكات، وخلق بيئة عمل آمنة وصحية.
هل اللائحة الداخلية للمنشأة أمر إلزامي؟
نعم، تعتبر اللائحة الداخلية لعمل المنشأة أمر إلزامي في المملكة العربية السعودية. حيث نصت المادة الثالثة والأربعين من نظام الشركات السعودي على أنه "يجب على كل شركة أن تضع لائحة داخلية تتضمن الأحكام المتعلقة بتنظيم سير العمل فيها وتحديد المسؤوليات والصلاحيات والإجراءات الإدارية والمالية والفنية".
كما أوجبت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في عدد من التعاميم المرسلة إلى كافة المنشآت السعودية إصدار لائحة تنظيم العمل الداخلي وفق معايير معينة معتمدة من قبل وزارة الموارد البشرية. وأن تكون اللائحة الداخلية متسقة مع نظام الشركات السعودي، واللوائح والأنظمة الأخرى ذات الصلة.
ما هي العناصر الواجب تضمينها في اللائحة الداخلية للمنشأة؟
عادة ما تتضمن اللائحة الداخلية لعمل المنشأة العناصر التالية:
الأحكام المتعلقة بالتنظيم الإداري: وتوضح أهداف المنشأة ونشاطها، والهيكل التنظيمي للمنشأة، وتحديد السلطات والمسؤوليات، وقواعد العمل، وتنظيم أوقات الدوام، وقواعد المكافآت والجزاءات، وأنواع الإجازات التي يستحقها العاملون، وشروطها...
الأحكام المتعلقة بالتنظيم المالي: مثل نظام المحاسبة، ونظام الميزانية، ونظام الرقابة المالية.
الأحكام المتعلقة بالتنظيم الفني: مثل نظام الإنتاج، ونظام الجودة، ونظام السلامة والصحة المهنية.
قواعد المخالفات والجزاءات: وتحدد المخالفات التأديبية التي قد يرتكبها العاملون، والعقوبات المترتبة عليها.
أحكام ختامية: توضح كيفية تعديل اللوائح الداخلية، وإجراءات حل النزاعات العمالية.
ختاما: فإن وجود اللوائح الداخلية للمنشآت تسهم في تحقيق الأهداف والأداء الأمثل لكونها تنظم العمل، كما تساعد في ضمان التزام المنشأة بكافة القوانين المعمول بها، وهي في ذات الأمر تعزز حماية الموظفين والممتلكات مما يخلق بيئة آمنة ومريحة. فضلا عن أن وجود معايير وقواعد واضحة للعمل والتعامل داخل المنشأة يسهم في تعزيز الشفافية، ويحفز القيم المتمثلة في الممارسات الأخلاقية ويساعد في الشعور بالمسئولية الاجتماعية، وتعزيز الإنتاجية.
التعليقات
أضف تعليقا